[SIZE=5]سعود الفيصل : لغة واصطلاحا
أشعرني رحيل سعود الفيصل للوهلة الأولى بأن الموت ( سكون ) فالحراك الذي كان سِمَته استحال الى هدوء شديد ،
أكثر من أربعين عام وهو يقود هامة الوطن ، ويتكلم بلسانه ، ويقرر مواقفه ، يملك إنتماء من نوع خاص ، تخلى فيه عن ذاتيته ، حتى امتزجت هويته بسيادة الوطن .
والسياسة الخارجية : وجود في خارطة الكون يُرسم بريشة فنان ويُحمى بسيف سلطان .
سياسةُ الوطن لدى الغير تعني ( هو) عند الأصدقاء ، والخصوم ، والأعداء ، والعابرين ، وأن التعاطي معهم وجوبي الوجود ، وهنا تكمن التحديات ، فالأصدقاء بلا صداقة , والخصوم يتقلبون , والأعداء يبتسمون ، أما العابرون فكثيرون كشخوص التاريخ ، تقرأ عنهم وترى أمثالهم ، يغيبون ويحضرون ، وأنت مطالبٌ بحفظ سجاياهم وطباعهم ، فضلا عن مقاصدهم ، زيادةً على ملامح وجوههم السياسية .
ابن ملك حفيد ملك وُلِدَ أميراً ، ولم يكن أسيراً لهذا الوصف اللغوي بل عاش وزيراً مستخلفأً ، والوزارة سند للحاكم والوطن ،
هارون عليه السلام لم تكن أخوته لموسى هي موقع السلطة _ وإن كانت حيثيةً بشريةً لدى موسى _ وإنما كانت وزارته سلاح القوة ، وهو مفهوم أدركه موسى وجعله الله هديا قرآنيا ” واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي , أُشدُد به أزري وأشرِكه في أمري ”
الوزير الراحل رجل حكمة ووقار وقوة منطق ، يغيب عن المشهد باختياره ، ويحضر بقوته ، وعندما يجنح للظل سياسة أو اضطراراً تسمع صمته بسجية كلامه ، يتقن كثيراً ملاقاة الأمور بأخلاق الكبار ، لم يكن بحاجة للنزول نحو العبث ولو يسيراً ليثبت جديته , ولم يستخدم الوطن ليبني ذاتيته .
أهم مكتسبات الممارسة السياسية للوزير الراحل تمثلت بالثبات ، والتمسك بالريادة ، والقدرة على الحضور بلون واحد رغم الرضا والسخط ، وهي قدرات سياسية نادرة ، فالمصافحة مقبولة ، واللسان معبر عن الحالة ، والموقف ثابت على المراد ، فالإقصاء السياسي ذميم ، والاستقطاب غير المفرط يحافظ على رؤية الجمهور العريض .
( سعود الفيصل : لغة واصطلاحا ) بوحٌ حينما ترجّل الفارس نحو السكون ، وبقي في المداد فصول وشروح في سيرة رجل يترجمها وطن ، تستلهم فيضها يوما بأيدي أجيال تنادي : الصادقون هم القادة .
خالد بن يحيى العنزي
الأحد 25 /9 /1436
[email]khalidyaa@gmail.com[/email]
kh_ya_w@twitter
[/SIZE]
3 pings